كتاباتكتابات مختارة

الإسلاميون.. من معهم.. ومن ضدهم؟!

الإسلاميون.. من معهم.. ومن ضدهم؟!

بقلم د. عبد العزيز كامل

يعترض البعض على تمييز العاملين للدين بوصف (الإسلاميين).. مفضِلًا استعمال وصف (المسلمين) لكل الموحدين.. وهذا صحيح من حيث ترتُب الأحكام الشرعية في الدنيا أو الجزائية في الآخرة..ولكن ذلك لا يمنع من استعمال تقسيمات تميز أصنافًا من الموحدين عن غيرهم لاعتبارات أخرى، فالمسلمون الموحدون أنفسهم  أصناف وأنواع، فقد كان في الأوائل مهاجرون وانصار، وفيهم سابقون أولون، أتى بعدهم من هم أدنى منهم من مسلمِة الفتح و المؤلفة قلوبهم ..وقد استعمل بعض القدماء من العلماء وصف (الإسلاميين) للتمييز بين مدارس ومذاهب عقدية ،لكل منها أفكارها ومناهجها، ومن ذلك الكتاب الشهير لأبي الحسن الأشعري المعروف باسم (مقالات الإسلاميين) والكل بعد ذلك يجمعهم وصف المسلمين من حيث النسبة للدين.. ولكن يتميز (الإسلاميون) بأنهم هم (أهل الديانة) أو (المتدينون) كما يصفهم كثير من العلماء القدامى المعتبرين ..

وإذا كان (الإسلاميون) -من غير المنحرفين أو المفتونين- هم الفئة أو الشريحة أو الطبقة الحاملة لهموم الأمة وأمور الدين.. والعاملة بجد واجتهاد لأجل نصرته و إعلاء رايته ونشر رسالته ،بحسب الإمكانات في كل المجالات..علميةً كانت أو تعليميةً أو إعلاميةً أو تربويةً أو اجتماعيةً أو سياسيةً أو استراتيجيةً أو جهادية.. فكم يا تُرى تبلغ نسبة هؤلاء (الإسلاميين) الأخيار من مجموع أمة تجاوزت المليار وثلث المليار؟! أريد منك فقط أن تنظر حولك.. في حيِّك من مدينتك أو قريتك أو في عائلتك أو مجال عملك الذي تعمل ب ، أو حتى في مسجدك الذي تصلي فيه.. ثم تسال نفسك أو تسائلها.. كم هو عدد (الإسلاميين) العاملين الصادقين أهل الديانة والصيانة المهمومين بأمور الأمة والدين من مجموع هذه المئات من الملايين التي تحمل وصف المسلمين؟!

فإذا تيقنت قلة أو نُدرة أو ضآلة نسبة هؤلاء الإسلاميين النشطين المستهدفين المطاردين في عِداد بقية عامة المسلمين.. الذين يسكن العالم أضعافهم من الكفار والمشركين الآمنين.. فاسأل نفسك بصدق وموضوعية..عن حجم التبعات والمسؤوليات الضِخام التي تقع على عواتقهم.. وما قدر تلك المهام الجسام التي تحمَّلوها  -ولا يزالون وسيظلون-  مع كون هؤلاء المستضعفين من الرجال والنساء، لا يبقون على واحدة، بل يتحول بعضهم إلى ضدٍ أو ندٍ بفعل الدسائس والمؤامرات.. ويظهر فيهم  كل حين من ليس منهم.. ويخرج من صفوف عملهم متقاعدون رغم أنوفهم في صورة أفواج تحال إلى التقاعد القسري، لتلحق  بركب الشهداء أو المسجونين أو الموقوفين بابتلاء أو محنة أو فتنة.. أو بما يصرف مشاعل الحماس الدينية بمشاغل ومشاكل الأمور الحياتية اليومية؟

وهل تصورنا ونحن نقيم أداء الإسلاميين خلال الأعوام الماضية الأربعين.. ما هي  أصناف أعداء هؤلاء وأعدادهم وإعدادهم.. أو قدرنا جبروت قوى الطغاة الذين يواجهونهم..من حيث خططهم في مراكز أبحاثهم، التي تشير بالمشروعات وتسير البرامج وتشرف على المنظومات والمنظمات الشيطانية؛ في تحالفاتها العالمية والإقليمية والمحلية، المتعاونة فيما بينها لأجل تشويه هؤلاء (المستضعفين/ الأقوياء) ثم تهميشهم ثم  تهشيمهم وتدميرهم..؟!..وهل تساءلنا ..أين هي تلك الكتلة الدولية.. أو القوة الإقليمية.. أو الدولة الحاضنة الفتية التي ترعى او تحمي مشروع حركة أو دعوة  إسلامية صحيحة واحدة؟

لابد من الإجابة عن هذه التساؤلات قبل الجواب عن سؤال (هل فَشِل الإسلاميون؟..)..ويُعين على الجواب الصواب في ذلك -حتى لا نُحْبَط أو نُحبِط-  أن نستحضر ماجاء به الوحي عن جيل سابق من هذه الأمة المُشَّبهة في الحديث  بالسيل الذي لا يُدرَى آخرُه خيرٌ أم أوله.. ، حيث قال الله سبحانه : ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيم (174) إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين )َ ( آل عمران/ 175 ) ..

وللحديث بقية بإذن الله..

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى