تقارير وإضاءات

الأقصى في إسطنبول.. تضامن تركي من نوع خاص (شاهد)

تتواصل الفعاليات والأنشطة الداعمة للقضية الفلسطينية في تركيا ضمن موجة اتسعت في أعقاب المجزرة الإسرائيلية بحق المشاركين في مسيرة العودة بغزة في الرابع عشر من الشهر الجاري واحتجاجا على نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة.

مهرجانات ضخمة برعاية رسمية من الدولة، ومظاهرات شعبية تجوب المدن التركية بمشاركة من مختلف الأحزاب، وصولا إلى فعاليات خاصة شكلت حالة خاصة ومناسبة لتعريف الأتراك بشكل مستمر بتفاصيل وتطورات بالقضية الفلسطينية.

ففي بلدية سلطان غازي في إسطنبول يمكن للزائر العربي والتركي أن يتجول في باحات المسجد الأقصى طيلة شهر رمضان وكأنه في مدينة القدس المحتلة، وذلك بعد أن أقمت البلدية مجسمات ضخمة لقبة الصخرة والمسجد القبلي ومرافق أخرى من المسجد في ساحة البلدية.

وفي مجسم قبة الصخرة الذي يتوسط الساحة يمكن للزائر أن يعيش لحظات وكأنه داخلها حقيقة، حيث يتسع المكان لعشرات المصلين الذين يؤدون الصلاة يوميا فيها بعد تجهيزها لهذا الغرض، كما حرصت البلدية على نقل أدق التفاصيل الموجودة في القبة المشرفة إلى المجسم من زخارف وأعمدة وصولا للقبة الذهبية.

كما تقدم الفعالية تعريفا دقيقا بتفاصيل القضية الفلسطينية منذ بدايتها وحتى الآن، من خلال عروض كبيرة من الصور والمعلومات والأرقام على نموذج كبير لبوابة دمشق، إحدى بوابات المسجد الأقصى.

وفي الساحة أيضا عُرضت زوايا أخرى تمثل ملفات القضية الفلسطينية الرئيسية، كالأسرى واللاجئين وحصار قطاع غزة، فيما يواجه هذه الزوايا مجسم كبير للمسجد القبلي خصصته البلدية لإفطار مجاني يقدم يوميا لكل من يزور الساحة.

تعاطف وتوعية

 
وجاءت فكرة المجسمات وفق تعاون بين البلدية والجمعية التركية للتضامن مع فلسطين (فيدار)ـ التي يقول رئيسها محمد مشينش إنها تشهد تفاعلا كبيرا في أوساط الأتراك والجاليات العربية التي تزور المكان.

ويقول مشينش في حديث لـ”عربي21” إن تنسيقا بين الطرفين أدى لهذا المشروع حيث تقدمت الجمعية بالأفكار والمعلومات، وتكفلت البلدية بتطبيقها على الأرض، لافتا إلى توافد المواطنين الأتراك والزائرين العرب إلى المكان يستمر حتى ساعات الفجر.

ويضيف أن شخصيات سياسية عربية وتركية زارت وستزور المكان بينهم عشرات البرلمانيين من 10 دول عربية وإسلامية سيقومون بجولة في المكان السبت المقبل ضمن برنامج يشمل شرائح مختلفة.

ويقول مشينش إن المشروع حقق جملة من الأهداف في مقدمتها “إظهار حجم التعاطف والالتصاق التركي بقضية فلسطين، كما حقق التوعية المطلوبة بهذه القضية، وأوصل رسالة مهمة لأهلنا في الداخل بأن الأمة معهم”.

يذكر أن مشروع (عيش القدس) في بلدية سلطان غازي انطلق في بداية شهر رمضان، ويستمر حتى نهاية الشهر، ويشهد فيه يوميا فعاليات دينية وثقافية مرتبطة بشهر رمضان والقضية الفلسطينية.

 

 

 

(المصدر: عربي21)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى