إلهان عمر: المسلمة السمراء التي تفضح الانقسامات الأمريكية

إلهان عمر: المسلمة السمراء التي تفضح الانقسامات الأمريكية

نشر موقع “ميديابار” الفرنسي تقريرا تحدث فيه عن إلهان عمر، الأمريكية المحجبة من أصول صومالية التي تدافع عن الأفكار اليسارية، والتي بدأت مؤخرا تثير جدالا واسعا في الولايات المتحدة.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمه “عربي21“، إن مواقف النائبة الديمقراطية إلهان عمر المناهضة للإمبريالية الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي تسببت في تعرضها لتهم متعلقة بمعاداة السامية، ناهيك عن أنها أضحت مستهدفة من قبل دونالد ترامب، وضحية للتهديدات بالقتل.

ويوم الثلاثاء الموافق لتاريخ 30 نيسان/ أبريل، اجتمع مئات الناشطين في الولايات المتحدة ورموز تاريخيين من الحركة النسوية السوداء ونائبات في الكونغرس الأمريكي، من أجل الدفاع عن إلهان عمر.

ومنذ أشهر، أصبحت النائبة عن ولاية مينيسوتا أول أمريكية من أصول صومالية تُنتخب في الكونغرس. لكن هذه السيدة البالغة من العمر 37 سنة والأم لثلاثة أطفال، باتت ضحية لهجمات الرئيس الأمريكي الذي وصل به الأمر إلى حد المطالبة باستقالتها.

وأفاد الموقع بأن إلهان عمر تعرضت مؤخرا لهجمة شرسة بسبب تغريداتها الثلاث على موقع تويتر، حيث اتهمها أتباع الحزب الجمهوري وبعض الديمقراطيين بمعاداة السامية.

كما وقع إحباط عملية اغتيال كان يخطط لها قومي أمريكي، كما اتصل بها شخص آخر في مكتبها وهددها بالقتل. وفي محطة بنزين في مينيسوتا، كتب شخص مجهول على الجدار أنه يريد رؤية إلهان عمر “مقتولة”.

وعلى الرغم من أن إلهان عمر منبوذة من كل من اليمين وينتقدها العديد من الليبراليين الأمريكيين، إلا أنها تحظى بدعم هائل.

وعلى غرار “رفيقتها” ممثلة ولاية نيويورك ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز، تقود إلهان عمر حملة تروج فيها لمقترحات يسارية.

ونوه الموقع بأن أفكار إلهان عمر لقيت دعما في الحملة الرئاسية للسيناتور بيرني ساندرز، على غرار الدعوة إلى عقد اتفاقية جديدة في خصوص البيئة، وتوفير الضمان الاجتماعي الشامل، وتحديد الحد الأدنى للأجور بنحو 15 دولارا، وضمان فيدرالي لتوفير العمل، ومجانية التعليم العالي، وإلغاء نحو 1400 مليار دولار من ديون الطلبة، إلى جانب حظر السجون الخاصة، والدفاع عن حقوق المثليين.

ونقل الموقع عن دانيا راجيندرا، وهي ناشطة يهودية من نيويورك في الحركة النسوية وفي اليسار ومن المؤيدين لإلهان عمر، قولها إن “إلهان عمر تتعرض للانتقاد نتيجة مواقفها من إسرائيل وفلسطين أكثر من التزاماتها السياسية مثل دعوتها إلى الضمان الاجتماعي الشامل وعقد اتفاقية جديدة في خصوص البيئة”.

وبالنسبة لليمين الأمريكي الذي يدعم السياسة القومية للحكومة الإسرائيلية، فإن إلهان عمر أضحت بمثابة هاجس.

وسبق لنائبة عن الحزب الجمهوري أن اتهمت إلهان عمر بالتعصب والتحريض على الكراهية ومعاداة السامية ومعاداة إسرائيل.

وخلال محادثات تلفزية أجرتها بعد تعيينها نائبة، أكدت إلهان عمر أنها تعودت منذ زمن طويل على نظرة العديد لها، باعتبارها مسلمة وسمراء البشرة، التي تجعلها بمثابة “تهديد” على الولايات المتحدة.

وعلقت إلهان عمر على ذلك في مجلة “نيويوركر” قائلة: “يجب العيش مع هذا الواقع، ولكن لا يعني ذلك أن يتسبب في عدم المضي قدما فيما نريد القيام به”.

وأضافت في خطاب لها أمام مؤيديها: “لقد سبق ونجوت من الحرب، ونجوت من الميليشيات، ويمكنني بلا شك أن أنجو من هؤلاء الناس أيضا”.

وذكر الموقع أن إلهان عبد الله عمر ولدت في الرابع من تشرين الأول/ أكتوبر 1981، وهي أصغر إخوتها من عائلة ثرية تتكون من سبعة أفراد تعيش في مقديشو، حيث ترعرعت بين أحضان جد تحرري.

ومع اندلاع الحرب الأهلية، فرت العائلة إلى كينيا، أين قضت أربع سنوات في مخيم للاجئين. بعد ذلك، شدت عائلتها الرحال إلى الولايات المتحدة، حيث حصلت على إجازة من جامعة داكوتا الشمالية، وهي خبيرة في التغذية المدرسية.

وبعد ترشيحها لتكون في الكونغرس بعد أن حصدت 78 بالمئة من الأصوات، استنكر اليمين الأمريكي بشدة الإجراء الذي اتخذه الديمقراطيون، والمتمثل في تغيير اللائحة التنظيمية لمجلس النواب الأمريكي للسماح لإلهان عمر بالدخول إلى الكونغرس بحجابها.

وقد عُدّل قانون 1837 الذي كان يمنع على النواب دخول الكونجرس وهم مرتدون رموزا دينية، على غرار الحجاب أو العمامة أو الكيباه التي يرتديها اليهود.

وأشار الموقع إلى أن إلهان عمر تتمتع بدعم من العديد من الشخصيات المحسوبة على اليسار ومن زعماء الحركات التقدمية، ومن أبرزهم رئيس حزب “الأسر العاملة” موريس ميتشل الذي دافع عنها قائلا: “إن إلهان عمر مستهدفة لأنها صوت مستقل، ولأنها سوداء البشرة ومسلمة ولاجئة، لذلك يريد اليمين الأمريكي أن يجعلها عبرة”.

وفي الختام، نوه الموقع بأن أغلب وجوه الشق الديمقراطي عبروا بدورهم عن دعمهم لإلهان عمر نتيجة الهجمة الشرسة التي تتعرض لها، ومن بينهم إليزابيث وارين، وبيرني ساندرز، وبيت بوتيج، وبيتو أورورك، وكامالا هاريس.

(المصدر: عربي21)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى