تقارير وإضاءات

كراهية الإسلام تتفاقم في بريطانيا

كراهية الإسلام تتفاقم في بريطانيا

إعداد: روزي كارتر* / ترجمة: جمال خطاب

يعتقد 31% من السكان أن الإسلام يشكل تهديدًا لأسلوب الحياة البريطاني، هكذا تتفاقم وجهات النظر هذه بين البيض الذين يتمتعون بمستويات تعليمية منخفضة، ولكن هناك مشكلة كبيرة مع “الإسلاموفوبيا” في الطبقة الوسطى أيضًا، فلماذا يشعر الناس بهذا؟ المثير حقاً للقلق أن الردود الأكثر شعبية تبرز العلاقة بين الإسلام وحظر حرية التعبير، فضلاً عن تهديد القوانين والقيم البريطانية.

يقول 41% من المستطلعين الإنجليز: إنهم يعتقدون أن الإسلام يشكل تهديداً لطريقة الحياة البريطانية؛ لأنهم يشعرون أن الإسلام يولد التعصب لحرية التعبير، ويدعو إلى أعمال عنف ضد أولئك الذين يسخرون من الدين أو ينتقدونه أو يصورونه بطرق يعتقدون أنها هجومية.

وفي الوقت نفسه، فإن أكثر من ثلث المستطلعين (36%) يعتقدون أن الإسلام يشكل تهديداً لطريقة الحياة البريطانية؛ لأنهم يشعرون أن الإسلام يسعى إلى استبدال الشريعة الإسلامية بالقانون البريطاني.

وتتركز تلك التحيزات المعادية للمسلمين بين أولئك الذين يرون أن الهجرة والتعددية الثقافية أشياء شديدة السلبية، ومعظم هؤلاء من بين البيض الذين يتمتعون بمستويات تعليمية منخفضة.

وهناك مشكلة كبيرة مع “الإسلاموفوبيا” عند الطبقة الوسطى أيضًا، فقد كشفت استطلاعات الرأي الأخيرة عن أزمة “الإسلاموفوبيا” بين أعضاء حزب المحافظين، حيث يعتقد 60% منهم أن “الإسلام عمومًا يشكل تهديدًا للحضارة الغربية”.

ووفقًا للبحث الذي أجرته جامعة كوين ماري في لندن، فإن 86% من أعضاء حزب المحافظين هم من الطبقة المتوسطة، و97% من البيض، في حين أن 54% فقط من البريطانيين من الطبقة المتوسطة، و87% من البيض.

لكن “الإسلاموفوبيا” في الطبقة الوسطى لا تقتصر على المحافظين، فهناك أيضًا تحامل وعداء للمسلمين بين الأشخاص الذين لديهم مواقف ليبرالية ومتسامحة عمومًا، فعلى سبيل المثال؛ يعتقد ربع قراء “الجارديان” أن الإسلام يشكل تهديدًا خطيرًا للحضارة الغربية، في حين يعتقد 14% أن الإسلام يشكل تهديدًا للثقافة البريطانية، ويعتقد 18% أن هناك مناطق محظورة (في بريطانيا) تسود فيها الشريعة، ولا يمكن لغير المسلمين دخولها.

والواقع، أن هذه الآراء المعادية للمسلمين تنبع من أماكن مختلفة للغاية، ومن بين أولئك فئة أكثر عدائية للمسلمين، ولديها مخاوف بشأن المؤامرات اليمينية المتطرفة المتمثلة في “استبدال العرق”، لأن نمو السكان المسلمين أسرع عدة مرات من نمو غير المسلمين –وهناك خوف من احتمال أن يحلّوا محل البريطانيين البيض– والقلق الآخر الذي يسود مسلمي بريطانيا هو القلق مما يسمى “الإرهاب الإسلامي” العالمي.

ويبرر الليبراليون المشككون في الإسلام مخاوفهم بأن الإسلام يشكل تهديداً للثقافة البريطانية لأن الإسلام -حسب اعتقادهم- يشجع التمييز ضد النساء والفتيات.

والادعاء بأن الإسلام يضطهد المرأة، بطرق أسوأ من الطرق التي تعامل بها المرأة في الأديان والثقافات الأخرى، متأصل في الكثير من تفكير الجماعات الليبرالية التي تدعي أنها تهتم بالقضايا النسوية، وغالبًا ما يتم التحدث عنها بشكل مختلف عن أشكال الصراع الأوسع من أجل حقوق جميع النساء.

والحقيقة أن هناك تحديات في التصدي لكره النساء في المجتمعات الإسلامية، كما هي الحال في أي مجتمع، لكنَّ الليبراليين يفترضون في كثير من الأحيان أن جميع النساء المسلمات بحاجة إلى “إنقاذ” من ثقافتهن، حيث ما زالت في أذهانهن صور المحجبات في الروايات الأبوية الشرقية، ولا يعلمون أن الصورة أكثر تعقيداً بكثير.

والعجيب أن استطلاعنا وجد أن المسلمات أقل عرضة لأن يشعروا بالتهميش والشيطنة في المجتمع بكثير من المسيحيين أو الهندوس.

ويحاول اليمين المتطرف بشكل متزايد تحويل العداء للمسلمين إلى اتجاه سائد، مما يزيد المخاوف بين أولئك الذين يلتزمون بالمعايير المناهضة للعنصرية لأنهم يعتبرون فكرة “الإسلاموفوبيا” ليست فكرة “عنصرية” لأنها تتعلق بأيديولوجية أو دين.

وقد وجد بحث أجرته مؤسسة “HOPE Not Hate” أن التقدميين قد شددوا من موقفهم الليبرالي بشأن مجموعة من القضايا بعد استفتاء عام 2016، غضباً من أن يكون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد مكّن وشرع التعصب تجاه المهاجرين والأقليات العرقية، ومع ذلك، يحتاج الليبراليون أيضًا إلى إلقاء نظرة على تحيزاتهم، إن تحدي اليمين المتطرف يستلزم تحدي الكراهية والعداء للمسلمين المنتشر على كل مائدة للعشاء في بريطانيا.

________________________________________

(*) مسؤولة سياسات رفيعة المستوى في مؤسسة “HOPE Not Hate“.

(المصدر: الإندبندنت / مجلة المجتمع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى