أخبار ومتابعات

علماء عراقيون ينتقدون تعدد المرجعيات السنية

تتعدد المراجع الدينية والهيئات الإفتائية لأهل السنة في العراق بمقابل المرجعية الشيعية المتمثلة بالمرجع علي السيستاني، وعدد من المراجع الآخرين الذين يتبعهم الشيعة.

عضو المجمع الفقهي الشيخ عبدالستار عبد الجبار، قال في تصريح لـ” الإسلام اليوم”: إن أهل السنة في العراق بأمس الحاجة إلى المرجعية الشرعية، واليوم تتأكد أكثر الحاجة في ظل استهداف هذا المكون في البلد.

وأشار الى أن التفاف الجمهور حول المرجعية يساهم في بناء المجتمع السني وتصحيح المسار وحل المشكلات الكبيرة التي يواجهونها في العراق.

ولفت عبدالجبار إلى أن المرجعية الفردية لم تعد بمقدورها قيادة الجماهير وتوجيههم، وحل المشكلات الكبيرة التي تعاني منها الأمة بشكل عام؛ وأهل السنة في العراق بشكل خاص، لذلك نحن نحتاج إلى مرجعية جماعية وعلى هذا الأساس تشكل المجمع الفقهي العراقي.

وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق تأسست عدة هيئات إفتائية كالمجمع الفقهي العراقي، وهو أكبر تجمع للعلماء الشرعيين؛ ومقره جامع أبي حنيفة النعمان في مدينة الأعظمية، وكذلك دار الإفتاء العراقية برئاسة مفتي الديار العراقية الشيخ رافع الرفاعي، ودار الإفتاء للشيخ مهدي الصميدعي، وهو “سلفي”، لكنه مقرب من نوري المالكي، ويحضر اجتماعات مع زعامات شيعية في إيران ولديه حشد شعبي يشرف عليه.

أما المجمع الفقهي العراقي فهو تأسس في بغداد عام 2012 ويتكون من 25 عضو، هم كبار علماء الشريعة والإفتاء في العراق، أبرزهم: الشيخ احمد حس الطة، والشيخ حسين السامرائي .. الشيخ عبد الستار عبد الجبار، و الشيخ محمود عبد العزيز . الشيخ رمضان .. الشيخ رافع الرافعي.

ومن ناحية قانونية، فالموقف الرسمي للدولة هو الاعتراف بالمجمع الفقهي المرجعية الوحيدة لأهل السنة، مما أكسبه موقفاً قانونيًا في عدد من القضايا منها تعيين رئيس الوقف السني، وإن كان رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي قد تجاوز هذا الحق المشروع في تعيين الشيخ عبد اللطيف الهميم بمنصب رئيس الوقف دون الرجوع لموافقة المجمع الفقهي.

وفي تصريح لـ ” الإسلام اليوم” قال الدكتور منير العبيدي: إن هذا المجمع انبثق من رحم الواقع السني في العراق خلال السنوات الماضية وهي فترة من أصعب الفترات التي مرَّ بها العراق عامة؛ وأهل السنة خاصة.

وأشاد العبيدي بمواقف المجمع الفقهي واصفًا أياها بالحكمة والجرأة في الحق؛ منوهًا إلى أن مقر المجمع الفقهي في بغداد في مثل هذه الظروف العصيبة ومن يعيش في بغداد يعرف معنى المكوث في بغداد.

وأضاف: أن الوفود الإسلامية والمجامع العالمية على تواصل مع المجمع الفقهي وخلال مؤتمر البرلمانات الأخير في بغداد استقبل المجمع الفقهي 11 وفدًا عربيا وإسلاميًا فضلًا عن عدد من السفراء كالسفير السعودي ثامر السبهان؛ وهذه دلالة على مكانة المجمع الفقهي عالميًا.

وعن تعدد الهيئات الإفتائية لأهل السنة، قال الشيخ العبيدي: “المجامع والهيئات تتعدد ولكن ليس من يعمل خارج العراق كمن يعمل في الداخل، والأولى أن يكون هناك تكامل بين الهيئات في الداخل والخارج وهذا ما نتمناه.

ويسعى أهل السنة في العراق لإثبات الوجود الحقيقي في البلد من خلال تحصيل الحقوق السياسية وتأسيس المرجعية الشرعية التي تتولى مهمة الإفتاء والتوجيه الشرعي، والتواصل مع العالم العربي والإسلامي لإيصال الصوت السني في بلد أصبح حديقة خلفية لإيران وتدخلها في كل مفاصل الحياة العراقية.

المصدر: الاسلام اليوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى