متابعات

شباب العالم الإسلامي يطالبون بالشفافية والحكم الرشيد

شباب العالم الإسلامي يطالبون بالشفافية والحكم الرشيد

أُسدل الستار على منتدى الدوحة للشباب الإسلامي، في الحادي عشر من يوليو الماضي، الذي أقيم في العاصمة القطرية؛ الدوحة، ضمن فعاليات «الدوحة عاصمة الشباب الإسلامي 2019»، تحت شعار «الأمة بشبابها»، بمشاركة وفود شبابية من 56 دولة من العالم الإسلامي.
أقامت المنتدى وزارةُ الثقافة والرياضة القطرية، بالتعاون مع منتدى شباب التعاون الإسلامي -الذراع الشبابية لمنظمة التعاون الإسلامي- ودارت محاوره حول الشباب، والرهان على التنمية المستدامة، والحوكمة الرشيدة والشفافية لدى الشباب، والشباب ووسائل التواصل الاجتماعي، والمحاكاة الدبلوماسية.
خلص المشاركون في المنتدى إلى ضرورة تعزيز مكافحة الفساد داخل مؤسسات المجتمع المدني، عبر القيام بحملات إعلامية في وسائل التواصل الاجتماعي، وإنشاء هيئات رقابية شبابية تُعنى بنشر ثقافة النزاهة والشفافية ومكافحة الفساد، والعمل على تكوين مراصد وطنية ومحلية يقودها الشباب لتعزيز الشفافية والنزاهة في إدارة الشأن العام، إضافة إلى دعم المبادرات الشبابية في مجالات الحوكمة الرشيدة والشفافية داخل المؤسسات الشبابية.
وشددوا على أهمية اللجوء إلى الحكم الرشيد في دول العالم الإسلامي، وإنشاء مراكز تدريب لتطوير مهارات الشباب في مجال بعث المبادرات الشبابية ذات الأثر المجتمعي، وتأسيس رابطة نسوية لتأهيل وتدريب النساء للمشاركة في إدارة الشأن العام، وإطلاق استشارات وطنية حول الإطار التشريعي الموجه للشباب حديثي التخرج، والالتحاق بسوق العمل؛ بهدف تحقيق مقترحات الشباب المتصلة بالتنمية المستدامة، بالإضافة إلى إنشاء لجان متابعة لتقييم خطط وإستراتيجيات المبادرات الشبابية.
وأوصى الشباب بضرورة إنشاء تقنية تواصل اجتماعي تندمج فيها المنصات الرقمية تحت رقابة الأمم المتحدة، وتستخدم لجمع التبرعات ودعم الحملات الخيرية والتطوعية عبر العالم الإسلامي، والعمل على وضع برامج توعوية لترشيد استعمال وسائل التواصل الاجتماعي بمشاركة المختصين والإعلاميين، وتطوير برامج تدريبية للتربية على قيم المواطنة والانتماء، ودعم المسؤولية المجتمعية من خلال منصات التواصل الاجتماعي، ودعم المساواة بين الجنسين، والعمل على تمكين المرأة في مختلف المجالات على شبكات وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي ختام المنتدى، قال طه إيهان، رئيس منتدى التعاون الإسلامي للشباب: إن جهود منتدى التعاون الإسلامي للشباب تضافرت مع وزارة الثقافة والرياضة بدولة قطر؛ لتقديم رسالة إلى شباب العالم تساهم في تنمية وتطوير المجتمعات الإسلامية، لافتاً إلى أن من أهم أولويات المنتدى عبر الفعاليات التي ينظمها مع الدول الأعضاء الدفاع عن مصالح الشباب، ودعم التنمية المستدامة، ووضع الإستراتيجيات والبرامج والمشاريع الصالحة لتعزيز التعليم، وتعزيز القيم الأخلاقية للجيل الشاب، ونبذ العنف والتطرف، فضلاً عن تعزيز ريادة الأعمال.
فرصة كبيرة
من جانبه، اعتبر حسين راشد الكبيسي، مدير إدارة الشؤون الشبابية في وزارة الثقافة والرياضة القطرية، المنتدى فرصة كبيرة لعرض الشباب لوجهات نظرهم خلال الورش التي شهدها المنتدى، وذلك بحضور عدد من الخبراء والباحثين والمدربين الذين ساهموا في إثراء النقاش وفق منهجية تفاعلية بهدف نقل العمل الشبابي الإسلامي من مرحلة الخطاب إلى مرحلة الفعل، عبر الاستفادة من التجارب المتبادلة والخبرات البينية المتنوعة.
وأكد أن شباب العالم الإسلامي يحتاج إلى التمكين الذي يتمثل في توسيع دائرة المشاركة في الحياة العامة، وفي التنمية المستدامة، وفي صنع القرار؛ لتلبية تطلعاتهم وتعزيز قدراتهم، وذلك من خلال تحسين جودة التعليم مع ما يتلاءم وحاجات سوق العمل، وضمان الحق في العمل اللائق لهم، معرباً عن أمله في أن تسهم مثل هذه الملتقيات في مزيد من التمكين للشباب الإسلامي؛ لأنهم قادة المستقبل القادرون على إدارة التنمية في مجتمعاتهم، وإحداث الفارق في حياتهم وحياة الآخرين.
بدوره، قال د. عيسى الحر، رئيس اللجنة الفنية لفعاليات الدوحة عاصمة الشباب الإسلامي 2019: إن المنتدى كان فرصة كبيرة لطرح أفكار الشباب فيما بينهم، ومناقشة هذه الأفكار على مستوى المشاركين من الشباب، الذين يمثلون قرابة 56 دولة.
وتابع: إن الشباب المشارك في المنتدى بحث في محاور مختلفة، بالإضافة إلى مشاركته بالورش التي شهدها، التي انتهي فيها إلى حلول ببصمات الشباب أنفسهم، موضحاً أن الشباب هم الذين ناقشوا المشكلة، وهم أنفسهم الذين وضعوا حلولاً لها.
ولفت إلى أن هذا كله سيسهم في تعريف الشباب بطبيعة المشكلات التي تواجههم، وكيفية وضع الحلول المناسبة لها، وهو ما يؤدي إلى تحفيزهم على صياغة القرارات، ومن ثم تنفيذها، بناءً على كل هذه المعطيات التي شهدتها مناقشاتهم، مضيفاً أن آلية محاكاة القمة الإسلامية خلال المنتدى، وما يدور فيها من مناقشات بين الحكومات، كان بهدف النظر في المقترحات التي تم طرحها؛ الأمر الذي يجعل الشباب أمام دورين، جراء كل هذه المناقشات والورش؛ الأول: الوقوف على طبيعة المشكلة، والثاني: حلها، وذلك كله من خلال جهود الشباب أنفسهم.
إتاحة الفرصة
التقت «المجتمع» عدداً من شباب العالم الإسلامي، الذين أكدوا أهمية أن تتاح الفرصة للشباب في الدول الإسلامية لطرح آرائهم حيال كافة التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية، بما يدفعها إلى تحقيق النهضة، وفي مقدمتها التنمية المستدامة.
فمن جانبها، قالت الفتاة الجزائرية بشرى مسعودي: إن منتدى الدوحة للشباب الإسلامي شهد تنوعاً كبيراً بين المشاركين والمشاركات من مختلف العالم الإسلامي، وهو ما أثرى تجاربنا الطموحة لتغيير المجتمعات تجاه الأفضل، وذلك بالشكل الذي يدعم الأمة الإسلامية، ويدفعها إلى مصاف الأمم المتقدمة، والعاملة في مجال خدمة الإسلام، وتحقيق النهضة التي تتمناها شعوبها.
أما الشاب الماليزي أنيف دامال هاريس، فأكد أن المنتدى كان فرصة لالتقاء الشباب، للدعوة إلى توحيد الدول الإسلامية، خاصة أن هناك بلداناً لا يجمعها دين أو لغة، ومع ذلك فإن بينها وبين بعضها اتحاداً وتماسكاً، والأولى لبلداننا الإسلامية التي يجمعها دين واحد، أن تتوحد لتحقيق نهضتها، وبالشكل الذي يجعلها تقف صامدة أمام التحديات التي تواجهها.
وبدوره، قال الشاب السنغالي أبوبكر: إن الشباب هم عماد الأمة، وهم قادرون على إحداث التغيير بها، ولذلك على الحكومات أن تمنحهم الفرصة لعرض وجهات نظرهم حيال ما تمر به الأمة من مشكلات وتحديات، وهذا لن يتحقق إلا من خلال تنظيم لقاءات دورية للشباب، وهذا هو الحل الأساسي لحل هذه المشكلات.
أما الفتاة التونسية ألفة بن فرج، فأكدت أن المنتدى كان فرصة للاستماع إلى أصوات الشباب، والتأكيد للجميع على أنهم قادرون على إحداث التغيير المطلوب رغم الظروف التي تواجه الدول الإسلامية، مشددة على أهمية توافر الإرادة القوية للدول الإسلامية للاستماع إلى أصوات الشباب، وما يتمتعون به من رؤى في مختلف المجالات، بما يجعل المجتمعات الإسلامية قادرة على إحداث التنمية المستدامة، وتحقيق النهضة لها، وهذه هي اللبنة الأولى للتغيير وتحقيق التنمية، شريطة أن تتوافر الإرادة الداعمة لذلك.

(المصدر: مجلة المجتمع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى