العوضي يهاجم برامج رمضان ومموليها.. ما علاقة السعودية والإمارات؟

اتهم الداعية الكويتي محمد العوضي شركات الإنتاج الفني والمحطات التلفزيونية والحكومات العربية بإغراق السوق الإعلامي خلال السنوات العشر الأخيرة ببرامج ومسلسلات “تطعن وتشكك” بالعقيدة الإسلامية، وتزرع قيماً أخلاقية ودينية “لا تمت لديننا ولا لمجتمعاتنا بصلة”.

وقال العوضي، في مقال نشرته صحيفة “الراي” الكويتية، يوم الثلاثاء: “منذ سنوات طويلة أصبح شهر رمضان المبارك بالنسبة لشركات إنتاج فني وبعض محطات التلفزة ووكالات إعلان وتسويق موسماً للربح المادي، من خلال إغراق السوق الإعلامي بالبرامج والمسلسلات الجاذبة للمشاهدين وحصاد عائداتها الإعلانية”.

وأضاف: “لكن الملاحظ خلال السنوات العشر الماضية أن هناك خطّاً ممنهجاً لتكون هذه البرامج والمسلسلات سبيلاً للإفساد الأخلاقي، وإعادة رسم خارطة القيم الأخلاقية في بلادنا كي تصبح في أسوأ حالاتها”.

وتابع الداعية الكويتي بالقول: “لم تكتفِ (البرامج والمسلسلات) بذلك، بل زادت عليها ليكون الطعن في العقيدة والتشكيك بأصول الإسلام ومحاولة طرح الدين بما يتوافق مع ما يريده الغرب، وتحويله من الإسلام الإلهي إلى (الإسلام الأمريكي)، الذي لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً”.

واستطرد: “الإسلام التغريبي الذي يسقط كل مفاهيم الشرع الرباني الحنيف، ليحل محلها (التسامح التغريبي)، الذي يريد لنا أن نكون مسلمين اسماً فقط، من خلال السماح بانتشار كافة الرذائل الأخلاقية، وتلطيف معاني المنكرات العظيمة، من الزنا وشرب الخمر والاعتداء على المحارم والمثلية والإلحاد والكفر والردة وغيرها، واعتبارها حرية شخصية وحرية فكرية وحرية رأي، بل والتسامح مع دعاة هذه المنكرات باعتبارها حاجة شخصية!”.

ولفت الداعية الكويتي إلى أن “الأخطر من هذا كله أن إنتاج هذه البرامج المحاربة للعقيدة الإسلامية والمسلسلات، التي تروج للفساد الأخلاقي، لم يعد حكراً على شركات الإنتاج المملوكة لأفراد، بل أصبح إنتاجها من مهام بعض الحكومات العربية، التي أصبحت تستخدم الإعلام كسلاح لزرع قيم أخلاقية ودينية، لا تمت لديننا ولا لمجتمعاتنا بصلة، من خلال استخدام أسلوب الاحتلال الناعم البطيء في المفعول ذي النتائج المؤكدة”.

وحذر الشيخ والداعية الكويتي من هذه البرامج والمسلسلات قائلاً: “فلنحذر من السبيل الذي يريده أصحاب الشهوات والشبهات، واستغلال شهر الطاعة والعبادة والتقوى والإيمان، رمضان المبارك، ليكون شهراً للغفلة واتباع الشهوات وبث الشبهات عبر الشاشات، ولندرك حجم هذا المشروع التغريبي ومفهوم الإسلام الأمريكي الذي يُراد لنا السقوط فيه، كي يسهل على أعداء أمتنا تحقيق ما يصبون إليه في محاربة الإسلام وأهله”.

ما علاقة السعودية والإمارات؟

وتعرضت العديد من القنوات والمحطات التلفزيونية لانتقادات واسعة على خلفية عرضها خلال شهر رمضان مسلسلات لاأخلاقية، وأخرى تعرض الدين من وجهة نظر حكومية، وأخرى تروج للمخدرات والمشروبات الكحولية والانحطاط الأخلاقي والدعوة للإلحاد، تحت ذريعة لفت النظر إلى المشاكل الاجتماعية التي تعاني منها المجتمعات العربية من التطرق إلى الحلول المناسبة لهذه المشكلات.

ففي رمضان قبل الماضي استضافت قناة “أبوظبي” المفكر السوري المثير للجدل محمد شحرور، وهو ما أثار اعتراضاً كبيراً على ذلك.

شحرور، الذي يثير بأفكاره لغطاً واسعاً يصل إلى حدِّ اتّهامه بتحريف القرآن الكريم، ويصف نفسه بأنه صاحب مشروع تنويري، يلقى انتقادات واسعة من مسلمين ودعاة ورجال دين ومختصين بالشريعة الإسلامية، معتبرين آراءه مخالِفة لتعاليم الإسلام وعقائده.

لكن هذه الاعتراضات على استضافته العام الماضي، لم تُثن القناة خلال شهر رمضان الماضي عن استضافة مفكر عُرف بآرائه “الإلحادية” وازدرائه للإسلام، وهو علي إسبر، المعروف باسم “أدونيس”، المتهم بنشر أفكارٍ تسهم في الإلحاد، والتشويه والتضليل، وبث السموم الفكرية.

هذه الظاهرة ليست حكراً على قناة “أبوظبي” وحدها، بل تشاركها فيها قناة “روتانا خليجية” السعودية من خلال عرض برنامج “الليوان”، الذي يقدمه الإعلامي السعودي عبد الله المديفر، والذي وصل الأمر لديه إلى تشويه الحقائق التاريخية والتقليل من شأن الأحداث الإسلامية التي يتفاخر بها المسلمون.

فقد أثارت مقابلة ضيف إحدى حلقاته، وهو الكاتب منصور النقيدان، الثلاثاء (21 مايو 2019)، جدلاً واسعاً بعد أن تحدث عن الإلحاد والإسلام.

وتحدث النقيدان، وهو سعودي حاصل على الجنسية الإماراتية، خلال اللقاء، عن ظاهرة الإلحاد، قائلاً: إن “الإلحاد عقيدة، وعليك أن تحترم الإلحاد لأنه خيار للإنسان”، على حد قوله.

وفي رأي مثير للجدل يرى الكاتب أن الإيمان القلبي هو الإيمان الحقيقي، دون النظر إلى القيام بالعبادات، كالصلاة، التي يراها غير ضرورية.

علي الهويريني، الفنان السعودي السابق والمفكر الحالي، ظهر ضيفاً على المديفر  أيضاً، وزعم أن الفتوحات العربية كانت نكسة على الإسلام، بالإضافة إلى عدم إيمانه بنظريات الجاذبية الأرضية وقوانينها.

(المصدر: الخليج أونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى