علماء من عصرنا

الشيخ عبد الله هاشم يماني المدني محب السنة وخادمها

الشيخ عبد الله هاشم يماني المدني محب السنة وخادمها

 

بقلم د. علي أحمد عبد الباقي

 

هو عبد الله بن هاشم بن حسن بن محمد بن أحمد يماني، المدني، ولد بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من شهر صفر سنة 1333هـ، الموافق للثاني عشر من ديسمبر سنة 1914م بحوش درج الواقع بين مدخل زقاق الطيار ومدخل زقاق القشاشي[2].

توفي والده وهو صغير فتكفَّل بتربيتِه جدُّه لوالدِه السيد حسن بن محمد بن أحمد يماني الذي تعلَّم على يديه القراءةَ والكتابةَ وأتمّ حفظ القرآن، ودرس عليه الفقه الحنفي، ثم تنقل بين حلقات المسجد النبوي الشريف، وعمل بالتجارة، لكن لم تشغله التجارة عن القراءة وطلب العلم، فكان يقضي وقت فراغه في مطالعة الكتب، وشغِف بها حتّى جمع مكتبةً كبيرةً تضمُّ أكثر من 1500 كتاب في مختلفِ الفنون.

اهتم بكُتُبِ السُّنَّةِ النَّبوية فطَبع عددًا من الأصولِ واعتنَى بها وأخرَجها في صورةٍ رائقةٍ ظلَّت مرجعًا ومعتمدًا للعلماء وطلبة العلم فترة طويلة من الزَّمن، وكان يوقِّع مقدماتِه لهذه الكتب بقوله: «محبُّ السُّنَّةِ وخادمُها»، والأغلبُ أنَّه لم يكن يعتمدُ في طباعةِ هذه الكتب على أصولٍ خطيَّة، وإنَّما كان يعتمدُ في إخراجِها على طبعات قديمةٍ صدرتْ في الهندِ فكان يُعيدُ تصحيحَها وتخريجَها والتَّعليقَ عليها، وقد يسرَّ الله له طباعةَ الكتبِ التَّالية:

(1) «سنن الدارمي»، للإمام أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي (ت254هـ)، طبع بالمدينة النبوية سنة 1386هـ ، ثم أعيد طبعه مرَّة أخرى بباكستان، دار نشر أكادمي، سنة 1404هـ، في مجلدين.

(2) كتاب «المنتقى من السنن المسندة عن سيدنا المصطفى»، المشهور بـ«المنتقى»، لابن الجارود، وذيَّله بكتاب: «تيسير الفتاح الودود في تخريج المنتقى لابن الجارود»، من تأليفه، قال عنه: «قمت بتخريج المنتقى تخريجًا متقنًا يسرُّ النّاظرَ المنصف»، وهو مطبوع في القاهرة سنة 1382هـ / 1963م. في (384 صفحة)، في مطبعة الفجالة الجديدة.

(3) «سنن الدارقطني»، للإمام الحافظ علي بن عمر الدارقطني (ت385هـ)، وبذيله كتاب: «التعليق المغني على الدارقطني»، لأبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي (ت1329هـ)، طبع بشركة الطباعة الفنية المتحدة، بالمدينة النبوية، سنة 1966م، ثم أعيد طبعه بدار المحاسن للطباعة بالقاهرة، سنة 1386هـ. وهو مطبوع على النسخة الهندية المطبوعة بدلهي سنة 1306هـ / 1888م.

(4) «تلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير»، للحافظ أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني (ت852هـ)، حققه وعلَّق عليه تعليقًا وجيزًا حسبما يقتضيه المقام، طبع في دار الطباعة الفنية الحديثة بالقاهرة سنة 1384هـ / 1964م.

(5) «الدراية في تخريج أحاديث الهداية»، للحافظ ابن حجر (ت852هـ)، اختصره من كتاب «نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية»، للحافظ جمال الدين الزيلعي (ت)، وقد بين السيد عبد الله هاشم يماني منهجه في إخراج الكتاب فقال: «خرجنا الكثير من الأحاديث واستوعبنا ذكر مخرجيها وعزوناها إليهم ممن لم يذكرهم ابن حجر وذكرنا أسباب الضعف وأشرنا أيضًا إلى الراجح الذي يوجبه الدليل، رائدنا في ذلك تبيان الحقيقة والسير وراء الدليل بقوة كما أننا صححنا في طبعتنا هذه الأغلاط التي وجدناها في الطبعة الهندية التي طبعنا عليها وهي النسخة المطبوعة في مطبعة محبوب المطابع بدلهي».

(6) «جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد»، لمحمد بن محمد بن سليمان الرُّودَاني المغربي (ت1094هـ)، جمع فيه مؤلفُه أربعةَ عشرَ كتابًا هي أمهاتُ كتبِ السُّنَّةِ وأشهرُها: موطأ الإمام مالك، وصحيح الإمام البخاري، وصحيح الإمام مسلم، وسنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة، ومسانيد الإمام أحمد والدارمي وأبي يعلى والبزار، ومعاجم الطبراني الثلاثة: الكبير والأوسط والصغير، وذيَّله بحاشيةٍ سمّاها: «أعذبُ الموارد في تخريجِ جمعِ الفَوائدِ»، قال عنه: «خرجت أحاديثه لمعرفة درجتها من الصحة والحسن والضعف، وعزوتها إلى مصادرها، نقلًا عن كتب الحفاظ الأجلاء المشهود لهم بطول الباع والنبوغ في هذا العلم، وذلك لإتمام الفائدة المرجوة من هذا الكتاب».

(7) «تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة»، للحافظ ابن حجر (ت852هـ)، عني بتصحيحه وتنسيقه وترقيمه وتحقيقه، وطبع بدار المحاسن بالقاهرة سنة 1386هـ ، في (276 صفحة).

(8) «أنجح المساعي في الجمع بين صفتي السامع والواعي»، للشيخ المحدث فالح بن محمد الظاهري المدني (ت1289هـ)، صححه وعلق عليه، وطبعه بمكتبة التوعية الإسلامية بالمدينة النبوية سنة 1391هـ في (144 صفحة).

(9) «عقود الجواهر المنيفة في أدلة مذهب الإمام أبي حنيفة»، للعلامة محمد بن محمد المرتضى الزَّبيدِي، عني بتصحيحه وتنسيقه، وطبعه بمكتبة عبد الله هاشم بالمدينة النبوية سنة 1382هـ.

كانت وفاتُه يومَ الثلاثاء الثالث عشر من شهر شوال سنة 1413 هجرية، السادس من مارس سنة 1993ميلادية، ودُفِن ببقيعِ الغَرْقد، رحمه الله، وأنزل على قبره شآبيب الرحمات، وصلى الله على سيد ولد آدم محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.


[1] ترجمته في كتاب «طيبة وذكريات الأحبة» (2 /290)، للأستاذ أحمد أمين صالح مرشد، وله ترجمة مختصرة في كتاب “تتمة الأعلام”، لشيخنا محمد خير رمضان يوسف (5 /360 – طبعة دار الوفاق)، مستفادة بكاملها من المصدر الأول.
[2] «طيبة وذكريات الأحبة» (2 / 290).

(المصدر: شبكة الألوكة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى